فاكهة النوني (التوت الهندي): الفوائد والأضرار 

فاكهة النوني (Morinda citrifolia)

تمثل فاكهة النوني فاكهة استوائية بيضاء اللون مع نقاط بنية. كانت نوني (المعروفة بـ”الجُبْن″ في بعض الثقافات) من أقدم النباتات الطبية في بولينيزيا وجنوب آسيا[1]. ينمو شجرتها الصغيرة (3–10 م) في المناطق الاستوائية، وتُستعمل ثمارها وأوراقها طازجة أو معالَجة في الغذاء والدواء منذ آلاف السنين[1]. رغم طعم الثمرة القوي وغير المقبول (يوصف أحيانًا بمذاق الجبنة الفاسدة)[1]، فقد اعتاد سكان «راروتونغا» الأكل منها، وأُستخدمت في كاري المطبخ البورمي[1]. حديثًا، أصبحت عصائر ومستخلصات النوني ذات انتشار عالمي كمكملات غذائية، إذ تنتج بولينيزيا الفرنسية كميات ضخمة من لب ثمار النوني وتصدرها كمكون رئيسي للعصائر الصحية[2][3]. واستُخدمت الأجزاء المختلفة من النوني تقليديًا لعلاج التهابات المفاصل والروماتيزم وآلام الظهر والدمامل والجروح والحروق وغيرها[3][4]، مع ترويج خصائصها المفترضة في تعزيز الطاقة وتحسين الصحة العامة من خلال تقارير سكان أوروبا وغيرهم[5]. تهدف هذه المقالة إلى تلخيص الأدلة العلمية الحديثة حول فوائد النوني، وقيمتها الغذائية، وتأثيرها في البشرة والشعر، إلى جانب المخاطر والمعايير الوقائية المرتبطة به.

معنى فاكهة النوني

الوصف النباتي

الموئل والانتشار

 هذا النبات يتحمل الظل ويحب الرطوبة، وعادةً ما ينمو في التربة الرملية الطميية الخفيفة الخصبة الرطبة، كما ينمو في الترب الحمضية الغنية بالدبال. في موطنه الأصلي يتواجد في الغابات الثانوية على التلال والأراضي الوسطى والجبال المنخفضة على ارتفاعات تتراوح بين 200 و600 متر، حيث ينمو بشكل جيد في درجات حرارة معتدلة تتراوح بين 21 و23 درجة مئوية. يوجد النبات أساساً في الغابات المطيرة الاستوائية وشبه الاستوائية المرتفعة في آسيا، وينتشر على نطاق واسع في جنوب الصين في مقاطعات مثل غوانغدونغ وفوجيان وهاينان وقوانغشي وغيرها.

المظهر العام

فاكهة النوني هي شجيرة معمرة متسلقة نحيفة يصل طولها إلى عدة أمتار. لحاء الشجرة لونه رمادي، وفروعها لها زوايا حادة. تكسو الأغصان أوراق صغيرة، وتكون الساقات شديدة الاستقامة والرفيعة في النبتة الصغيرة.

الجذور والسيقان

الجذور غير منتظمة ومتضخمة الشكل، ذات بنية أسطوانية بقطر من 0.5 إلى 2 سم، تظهر عليها تجاعيد طولية وتشقق عرضي، ولونها رمادي داكن أو رمادي مصفر. عندما تكون السيقان صغيرة، تكون ذات لون بنفسجي ومغطاة بكثافة بالشعيرات الوبرية، ثم تفقد تلك الشعيرات تدريجياً لتصبح السيقان ناعمة وخالية من الشعر.

الأوراق

الأوراق متقابلة على الساق، حوافها كاملة، وتركيبها بسيط. يتراوح شكلها بين رماحي إلى مقلوب البيض، ويبلغ طولها حوالي 6–14 سم وعرضها 2.5–6 سم. تكون قاعدة الورقة منحنية أو مدورة، وقمّتها مدببة. يكون السطح العلوي للورقة لامعاً باللون الأخضر الداكن، بينما يكون الجانب السفلي بنفسجي شاحب ومغطى بالشعيرات على كلا الجانبين.

الأزهار والثمار

تزهر فاكهة النون بعناقيد طرفية صغيرة بأشكال مظلية بطول يتراوح بين 0.3 إلى 1.5 سم. الأزهار صغيرة الحجم، لونها أبيض أو مائل إلى الصفرة الفاتحة. الكأس الزهري أنبوبي-كؤوسي الشكل (Cyathiform) وله فصوص (سويقات) غير متساوية، وأنبوب التويج قصير. الثمرة عبارة عن عنبة كروية ذات بذرتين، ويتحول لونها إلى القرمزي عند النضج.

الفوائد الصحية المثبتة علميًا

تشير مراجعة شاملة للدراسات البشرية إلى أن عصير النوني قد يوفر عدة فوائد صحية مهمة. فقد وجدت التجارب السريرية أنه قد يحمي الخلايا من الضرر الجيني الناجم عن التدخين، ويخفض مستويات الدهون الثلاثية والهوموسيستين والالتهابات المزمنة في الدم[6]. كما ثبت أنه يحسّن صحة المفاصل ويزيد التحمل البدني ويعزّز عمل الجهاز المناعي[6]. إضافة إلى ذلك، يساهم النوني في منع تراكم منتجات السكر المتقدمة (AGEs) الضارة بالبروتينات، ما يساعد في إدارة الوزن وصيانة صحة العظام وضبط ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية[6]. وأشارت الدراسات أيضًا إلى تحسن صحة اللثة ونسيج اللثة بالفم من خلال تعزيز الأنسجة ومقاومة العدوى[6]. وتعزى كثير من هذه الفوائد إلى النشاط المضاد للأكسدة القوي لعصير النوني؛ فهو أكثر فعالية مضادة للأكسدة من معظم عصائر الفاكهة الأخرى المستخدمة كمجموعة مقارنة[6].

• الوقاية من الأكسدة والالتهاب: أظهرت التجارب أن شرب 118 مل من عصير النوني يوميًا يقلل بنسبة كبيرة من الجذور الحرة والمواد المؤكسدة في الدم لدى المدخنين[7][6]. وهذا يرتبط بانخفاض مؤشرات الالتهاب مثل C-التفاعلي، وبالتالي دعم صحة القلب والأوعية في حالات ارتفاع الكوليسترول المرتبط بالتدخين.
• صحة المفاصل والجهاز الحركي: في دراسة سريرية خفيفة على مرضى الفصال العظمي (osteoarthritis)، لاحظ الباحثون تحسنًا في الأعراض وتقليل الحاجة للمسكنات بعد تناول عصير نوني محدد لمدة أشهر[8].
• دعم المناعة ومقاومة الأمراض: ترافق تناول النوني مع زيادة نشاط الخلايا المناعية لدى المشاركين[6]، مما قد يساعد الجسم في مقاومة العدوى والالتهابات.
• إدارة الوزن وصحة الأيض: أظهرت مراجعة للدراسات البشرية أن النوني قد يساعد في التحكم بالوزن ومد الكتلة العظمية، مع الحفاظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم[6].
• تحسين صحة اللثة والأسنان: تشير نتائج أن تشمل النوني دورًا في تعزيز أنسجة اللثة والحد من التهاباتها، ربما نتيجة تأثيراته المضادة للالتهاب[6].

تجدر الإشارة إلى أن كل هذه النتائج مأخوذة من دراسات بشرية محدودة العدد، وغالبًا ما استُخدم فيها عصير نوني مصدره فرنسا البولينية فقط[9]. رغم ذلك، فإن الاتجاه العام لهذه الأبحاث يدعم أهمية النوني كمصدر غني بمضادات الأكسدة والمواد المغذية.

القيمة الغذائية لثمار النوني

تحتوي ثمار عصير النوني على تركيبة غذائية متوازنة. فمثلاً كل 100 مل من عصير نوني (حوالي 47 سعرة حرارية) تتألف أساسًا من الكربوهيدرات (~11 غم، منها ~8 غم سكريات)[10]، مع كميات ضئيلة من البروتين (<1 غم) والدهون (<1 غم)[10]. وعلى الرغم من السعرات المنخفضة، فإن العصير غنيّ بالفيتامينات والمعادن: فهو يوفر نحو ثلث (33%) الاحتياج اليومي من فيتامين C في 100 مل[11]، إضافةً إلى كميات جيدة من فيتامينات ب مثل البيوتين (17% من الاحتياج اليومي) والفولات (6% من الاحتياج)[11]. كما يمد الجسم بنسبة معقولة من بعض المعادن الأساسية؛ فبالإضافة إلى احتوائه على كمية من المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم (حوالي 3-5% من حاجة الجسم اليومية لكل منها)[11]، أشارت الدراسات إلى أن ثمار النوني تحتوى على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم؛ حيث يبلغ في النقيع المركز منها نحو 214 ملغ/100غ[12]. وقد وُجِد في الثمار معادن أخرى مثل الحديد والصوديوم والسيلينيوم[12]، وإن كانت بنسب أقل.

أما المركبات النشطة الحيوية في النوني فتشمل مجموعة واسعة من العناصر الفينولية والآيريدويدات المهمة. فقد تم عزل الفلافونويدات والإيريدويدات والكومارينات من أجزاء مختلفة للنبات[13]. ومن المكونات المعروفة في النوني مثلاً سكوبوليتين (أحد الكومارينات)، وأوسوبين (نوع من الإندولات)، إلى جانب الأنثراكينونات مثل الأليلزرين ومركب “دامناكعنثال”[13]. هذه المركبات الفعالة تساهم في التأثيرات المضادة للأكسدة والنشاط البيولوجي للنوني.

ملخص القيمة الغذائية: بشكل عام، عصير النوني منخفض السعرات وغني بمضادات الأكسدة والفيتامينات (خاصة C)[11]. كما يقدم معادن أساسية مهمة كالمنغنيزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم[11][12]، وله تركيبة كيميائية معقدة من الإريدويدات والفلافونويدات والأنثراكينونات والكومارينات[13]، التي يعتقد أنها وراء العديد من خصائصه الصحية.

فوائد جمالية للبشرة والشعر

يُعزى اهتمام صناعة التجميل بالنوني إلى تأثيراته الإيجابية المحتملة على الجلد والشعر. فقد وجدت الدراسات أن عصير النوني يعزز عملية تجديد النسيج الضام في البشرة. ففي دراسة مخبرية وفي حيوانية، لوحظ أن تناول عصير النوني يزيد إنتاج الكولاجين في الجلد ويحسن تنظيم ألياف الكولاجين[14]. ويرتبط هذا بآلية تنشيط عامل النسخ Nrf2 الخلوي، الذي يقي الخلايا من الإجهاد التأكسدي ويعزز عمل خلايا الأنسجة الضامة (الفيبروبلاست)[14]. كما أظهر النوني خصائص مضادة لإنزيمات تفكيك الكولاجين (MMPs)، فمثلاً قلل سكوبوليتين الموجود فيه نشاط MMP-1 (إنزيم يفكك الكولاجين)[15]، مما يساهم في زيادة مرونة البشرة وتماسكها.

في التجارب السريرية، تحسنت قوة وشباب الجلد لدى المتطوعين الذين استخدموا منتجات موضعية تحتوي على خلاصة نوني أو تناولوا عصيره. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن كريمًا غنيًّا بمستخلص نوني طوّر نعومة البشرة وحسن مظهر التجاعيد حول العينين بحوالي 40%[16]، واُعزى ذلك إلى تثبيط تفكك الكولاجين ورفع إنتاجه. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن تناول النوني يقلل من علامات التقدُّم في السن المظهرية؛ فقد خفضت الدراسات كمية “نواتج السكر المتقدمة” (AGEs) في جلد المتطوعين، ما يعني أن عمر بشرتهم الافتراضي انخفض بمقدار عامين تقريبًا مقارنةً بغير المتناولين[17].

أما على صعيد الشعر، فقد وجدت دراسة حديثة فعالية لأنواع من القلويات المُستخلصة من ثمار النوني ضد الصلع الوراثي. ففي نموذج حيواني لفئران تعاني من الصلع، قاد تناوُل مستخلص نوني إلى زيادة كثافة بصيلات الشعر وتحفيز مرحلة النمو (anagen) كما يفعل المينوكسيديل المعروف[18]. وخلص الباحثون إلى أن هذه القلويدات قد تمنع تأثير هرمون DHT المسبب لتساقط الشعر، مما يشير إلى إمكان استخدامها مستقبلاً كعلاج طبيعي لتساقط الشعر.

ملخص الفوائد الجمالية: تشمل فوائد النوني التجميلية تعزيز إنتاج الكولاجين في الجلد وتعجيل التئام الجروح[14]، إضافةً إلى حمايته لخلايا الجلد من الأكسدة وزيادة مرونته وتقليل التجاعيد[14][16]. كما يقلّل من شيخوخة الجلد بتقليل تراكم منتجات الغليكوز المتقدمة[17]، وقد يساعد موضعيًا في ترطيب البشرة وتجديد مظهرها. وعلى الشعر، يُعتقد أن مركباته قد تحفّز النمو وتقلّل من الصلع الوراثي[18].

الأضرار والآثار الجانبية

رغم فوائدها، قد يؤدي تناول النوني بجرعات كبيرة أو عشوائية إلى بعض الآثار الجانبية. أكثر المشاكل الموثقة هو تأثيره على الكبد والكليتين. فقد أُبلغ عن حالات نادرة من التهاب كبدي حاد بعد تناول كميات كبيرة من عصير النوني لأيام أو أسابيع[19][20]. وفي العديد من هذه الحالات، رجّح بعض الأطباء وجود علاقة بين النوني وزيادة إنزيمات الكبد، وإن كان سبب التسمم غير واضح دومًا[19][20]. لذلك توخّ الحذر مع مصابي أمراض الكبد المزمنة. كما يسبب النوني إسهالًا وتقلصات معوية أحيانًا، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة، بسبب محتواه من مركبات ملينة[20]. وقد يشعر البعض بغثيان أو صداع أو دوخة بعد الشرب بكثرة.

مشكلة أخرى مهمة هي ارتفاع البوتاسيوم (فرط بوتاسيوم الدم): فتركيز البوتاسيوم في عصير النوني قد يصل إلى ~56 ميلي مكافئ/ل (مشابه لعصير البرتقال)[21]، مما قد يؤدي إلى آثار على نظم القلب عند من يعانون من القصور الكلوي أو الذين يتناولون مدرات بول معينة. وثبت في حالة معطية مصابة بمرض كلوي أن شرب 100% عصير نوني سبّب زيادة خطيرة في البوتاسيوم الدموي[21].

ملخص الأعراض الجانبية: تتضمن الآثار الجانبية المعروفة للنوني الإسهال واضطرابات الجهاز الهضمي، وارتفاع إنزيمات الكبد (تسمم كبدي محتمل) في حالات نادرة[19][20]، وفرط بوتاسيوم الدم خصوصًا في مرضى الكلى[21][22]. كما قد تحدث تفاعلات تحسسية خفيفة لدى بعض الأشخاص (طفح جلدي أو حساسية خفيفة). وغالبًا ما تختفي الأعراض عند التوقف عن تناوله.

محاذير الاستخدام والفئات الممنوعة

يُنصح باتخاذ الحيطة عند استخدام النوني وخصوصًا في بعض الحالات الصحية:

• الحمل والرضاعة: لا توجد دراسات كافية حول أمان النوني في الحمل أو الرضاعة. وقد ورد أن أصله التاريخي كان يُستخدم لتحفيز الإجهاض[23]. لذلك يُستحسن تجنّب النوني كليًا في الحمل والرضاعة.
• الأطفال: لم تُجر دراسات كافية على الأطفال، لذا يفضل عدم إعطاء النوني للأطفال دون مراجعة طبية[23].
• أمراض الكلى: على المرضى المصابين بضعف كلوي أو سكري كلوي تجنب العصير النقي، لأن ارتفاع البوتاسيوم فيه قد يفاقم وضعهم[22][21].
• أمراض الكبد: يوصى بتجنب النوني لدى مرضى الكبد الذين لديهم تاريخ من الالتهاب الكبدي أو التليف، نظراً للحالات المبلّغ عنها من تسمم كبدي[24][23].
• مرضى القلب وضغط الدم: قد ينخفض الضغط لدى بعض الأشخاص بسبب تأثير النوني، لذا يجب التنسيق مع الطبيب إذا كان المريض يتناول أدوية لخفض الضغط.
• حساسية الفركتوز: بما أن النوني يحتوي على سكريات، فيجب على من لديهم حساسية أو عدم تحمل للفركتوز الحذر عند تناوله.

باختصار، يُنصح باستخدام النوني باعتدال بعد استشارة الطبيب في حال كانت هناك حالات مرضية مزمنة، لتفادي المضاعفات المحتملة.

التداخلات الدوائية

للنوني تداخلات دوائية محتملة أبرزها:

• أدوية خافضة للضغط (ACE inhibitors/ARBs): بما أن النوني غنيّ بالبوتاسيوم، فقد يرفع مستواه في الدم إذا أُخذ مع مثبطات ACE أو مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين، مما قد يسبب فرط بوتاسيوم الدم[22][25].
• مدرات البول المحافِظة للبوتاسيوم: تجنّب الجمع بين النوني وأدوية مثل الأميلوريد أو السبيرونولاكتون أو التريامتيرين، لأنها جميعًا تزيد البوتاسيوم، مما قد يؤدي إلى خطورة صحية[26].
• أدوية تخفّض تخثّر الدم (الوارفارين): يحتوي النوني على مركبات تشبه الكومارين، لذا قد يضعف فعالية الوارفارين ويقلل من تأثيراته المميعّة للدم[27]. يفضل استشارة الطبيب ومراقبة التخثّر عند تناول النوني مع الوارفارين أو غيره من أدوية مميعة للدم.
• أدوية تسمم الكبد: يجب الحذر عند الجمع مع أدوية معروفة بتأثيرها الكبدي (مثل الأسيتامينوفين وبعض الستاتينات)، حيث إن تناول النوني معها قد يزيد من خطر تلف الكبد[28].

بشكل عام، يفضل إعلام الطبيب عن أي مكمل عشبي (بما فيه النوني) قبل تناوله لضمان تجنب أي تفاعل ضار مع الأدوية الحالية.

الاستخدامات التقليدية والعصرية

• الطب التقليدي: كانت شجرة النوني «من النباتات الأكثر استهلاكًا» لدى شعوب بولينيزيا القديمة[3]. استُخدمت مكونات مختلفة منها كالأوراق والجذور والثمار لعلاج التهابات المفاصل والروماتيزم، والجروح والدمامل، وآلام الظهر، والحروق، وقرح الجلد[3]. كما استُعملت لتحسين الهضم وعلاج الصداع وحالات البرودة والحمى والالتهابات الطفيلية واختلالات الجهاز الهضمي (إسهال، مغص)[3][29]. في بعض الثقافات الآسيوية، أضيفت أوراق النوني في طهي الأسماك لإضفاء نكهة، واستُعملت عصائره التقليدية لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية والتهاب المسالك البولية.
• الاستخدامات العصرية: اليوم يُستخرج عصير النوني تجارياً ويُسوَّق كمكمل غذائي لتعزيز الصحة العامة[29]. يشهد السوق مستحضرات متنوعة تحتوي على خلاصة النوني (عصائر، مكملات صلبة)، كما يدخل في تركيب بعض منتجات العناية بالبشرة نظرًا لخصائصه المضادة للأكسدة ومحفِّزة للكولاجين[29][16]. وفي صناعة الأغذية، يُستخدم أحيانًا كمكون في المشروبات الفوّارة أو الكبسولات الغذائية.

الأسئلة الشائعة

• هل عصير النوني آمن وما الجرعة المناسبة؟ الإجابة: تُشير دراسة سريرية إلى أن شرب ما يصل إلى 750 ملل من عصير نوني (علامة تجارية «تاهيتان نوني») يوميًا لمدة شهر كان آمنًا ولم يسبب آثارًا جانبية خطيرة[30]. مع ذلك، يجب عدم المبالغة في الكمية اليومية، واعتدال الاستهلاك (مثلاً كأس أو كأستين يوميًا كحد أقصى) لتفادي أي مشاكل (إسهال أو اضطرابات أخرى). يُفضّل البدء بجرعات صغيرة وزيادتها تدريجيًا مع مراقبة الجسم.
• هل النوني يساعد على إنقاص الوزن؟ الإجابة: تعلّق بعض الدراسات بأن النوني قد يساهم في إدارة الوزن عند تناوله بانتظام[6]. إلا أن هذا ليس معجزة؛ فالفوائد المحتملة عادة ما تظهر ضمن حمية متوازنة ونمط حياة صحي. لا توجد أدلة قوية على أن النوني وحده يسبب فقدان الوزن الدائم.
• هل للحوامل أو الأطفال مضاعفات من تناول النوني؟ الإجابة: يُنصح الحوامل والمرضعات بتجنّب النوني تمامًا[23]، لأنّه لم تُجرَ دراسات كافية على فئتي الحوامل والرضع، وقد يُستخدم تقليديًا كمنبه للرحم. وبالنسبة للأطفال، لا توجد بيانات كافية، لذلك يفضّل عدم إعطائه للأطفال الصغار إلا بعد استشارة الطبيب.
• هل النوني مفيد للبشرة والشعر حقًا؟ الإجابة: نعم، وفقًا للأبحاث. يحتوي النوني على مضادات أكسدة ومركبات طبيعية تعزّز إنتاج الكولاجين في الجلد[14]، مما يسرّع التئام الجروح ويحسّن مرونة البشرة. وقد لوحظ تحسن ملموس في نعومة البشرة وتقليل التجاعيد عند استخدام منتجات تحتوي على النوني[16]. أما الشعر، ففي دراسة حديثة ساعدت مستخلصات النوني على تحفيز نمو الشعر وزيادة كثافة البصيلات في نموذج مختبري، مما يجعل النوني مكونًا واعدًا لمستحضرات منع تساقط الشعر[18].
• هل النوني علاج للسرطان أو السكري؟ الإجابة: لا توجد أدلة علمية كافية تدعم إدعاءات علاج السرطان أو السكري بالنوني. رغم أن بعض الدراسات المختبرية وجدت لمركبات النوني نشاطات مضادة للأورام أو مساعدة في استقلاب السكر، إلا أنه لم يتم إثبات أي فائدة مؤكدة في البشر حتى الآن. النوني ليس بديلًا للعلاج الطبي، ويجب على المرضى المصابين بالسرطان أو السكر استشارة أطبائهم حول خيارات العلاج المتوفرة.
• ما هي الأدوية التي قد يتداخل معها النوني؟ الإجابة: يجب توخي الحذر عند تناوله مع أدوية معينة. فالنوني يمكن أن يزيد مستوى البوتاسيوم في الدم، لذا قد يتفاعل مع مدرات البول المحافِظة للبوتاسيوم أو مثبطات ACE/ARBs لخفض الضغط[22][26]. كما يجب مراقبة تأثير الوارفارين عند تناوله مع النوني بسبب احتمال تقليل فعاليته كمميع دم[27]. عمومًا، من الأفضل إعلام الطبيب بأي مكملات عشبية قبل تناولها لتفادي التداخلات.

خاتمة

فاكهة النوني غنية بالفيتامينات والمعادن ومركبات الفلافونويد والإيريدويدات المضادة للأكسدة، وتدعمها دراسات حديثة في تعزيز الصحة العامة وتحسين مظهر البشرة والشعر[6][14]. ورغم هذه الفوائد المحتملة، فإن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، وفرط بوتاسيوم الدم، ونادرًا ما يؤثر سلبًا على الكبد[19][21]. لذلك يُنصح بالاعتدال ومراجعة الطبيب خاصة في حالات الحمل أو الأمراض المزمنة. النوني يمكن أن يكون إضافة مفيدة لنظام غذائي متوازن، لكن ليس بديلاً للعلاج الطبي، وينصح دائمًا باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند استخدامه كمكمّل.

المصادر